شبكة الأخبار التقنية العربية
#أخبار_تقنية #technews #أخبار
بعد وصول أول كبل ضوئي (فايبر) إلى العاصمة الصومالية مقديشو مطلع هذا العام، تحسنت جودة وسرعة خدمة الإنترنت، الأمر الذي ساعد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في تصفح المواقع ومشاهدة وتحميل الصور والفيديو بسهولة وبسرعة تفوق بشكل كبير خدمة الإنترنت التي تعتمد على الأقمار الصناعية والتي تعاني من انقطاع متكرر وبطء شديد.
ورغم أن انطلاق هذه الخدمة في بلد يغرق في أتون حرب أهلية وتسود فيه حالة من الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار منذ أكثر من عشرين عاما يُعد إنجازا عظيما بحد ذاته، فإن نطاق تغطيتها لا يزال محدودا ومحصورا في العاصمة ومحيطها، بينما تتوافر خدمة الإنترنت في المناطق الأخرى عبر الأقمار الصناعية.
تحول كبير
ومنذ انطلاق خدمة الكبل الضوئي ارتفع عملاء شركة تعد إحدى أبرز الشركات الموفرة لخدمة الإنترنت في مقديشو -سواء أكانوا شركات أم أفرادا- بنسبة 50% تقريبا بسبب سرعتها الفائقة وعدم انقطاعها إلا في حالات نادرة ولوقت قصير، حسب قول عبد الرحمن الشيخ سعيد نائب المدير التنفيذي للشركة أثناء حديثه للجزيرة نت.
وذكر الشيخ سعيد أن خدمة الإنترنت في العاصمة شهدت تحولا كبيرا علي مدى الأشهر القليلة الماضية، مشيرا إلى أن عملاء الشركة كانوا كثيري الشكوى من سوء خدمة الإنترنت التي تعتمد على الأقمار الصناعية التي كان البطء والانقطاع لفترات طويلة سمة بارزة لها، مع عدم تمكنها من إصلاح الخلل بالسرعة اللازمة بسبب وجود موزع الإنترنت خارج الصومال.
وأضاف أنه نتيجة لذلك فقدت الشركة عددا من عملائها الذين سرعان ما عادوا إليها بمجرد اعتمادها على خدمة الكبل الضوئي لتزويد الإنترنت، والتي أصبح سهلا معها -وفق كلامه- إصلاح مشاكل الانقطاع بالسرعة الكافية عبر الاتصال بالقسم الفني للشركة الموزعة التي تتخذ من مقديشو مقرا لها.
تخفيف الضغط
وعن الخدمة الجديدة يقول محمد عبد الوهاب الذي يعمل مصورا لوكالة الصحافة الفرنسية في حديثه للجزيرة نت، إنها خففت ضغطا كبيرا، خاصة في حال وقوع حوادث عاجلة تتطلب إرسال صور بأقصى سرعة ممكنة، موضحا أن رفع الصور إلى المصدر كان يستغرق ساعتين أو أكثر عند استعمال خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
ويضيف أن انقطاع الإنترنت لساعات كثيرة في بعض الأحيان كان يتسبب في إلغاء إرسال المواد المصورة لمرور وقت أطول من اللازم على حدوثها، مؤكدا أن الوضع قد تغير منذ انطلاق خدمة الكبل الضوئي التي أضافت جودة وسرعة إلى خدمة الإنترنت، حيث يكفيه الآن عدة دقائق لرفع الصور أو تحميلها، لكنه يشكو مع ذلك من سعر الخدمة الذي لا يزال مرتفعا، حسب قوله.
إيجابيات وسلبيات
ووفق مدير أكاديمية العلوم والتكنولوجيا في مقديشو فارح عبد الكريم أحمد فإن الجودة والسرعة التي تتمتع بها خدمة الإنترنت عبر الكبل الضوئي في العاصمة انعكست على جوانب عدة حيث سهلت بشكل لافت التعلم في الجامعات الأجنبية عبر الإنترنت، وساعدت بعض شركات الطيران على حجز التذاكر عبر الإنترنت والتي تتطلب قاعدة بياناتها الثقيلة وجود خط إنترنت سريع.
كما ساعدت -حسب قوله- القائمين على البحث العلمي في استخراج المواد المرئية والمسموعة من المواقع الإلكترونية بسهولة كبيرة، إضافة إلى تسهيل انسيابية حركة دفع المبالغ المحولة إلى الزبائن بالنسبة لشركات التحويلات المالية التي كانت تشهد في السابق ازدحاما كبيرا وطول فترات الانتظار بسبب رداءة جودة الإنترنت وانقطاعه المتكرر.
لكن رغم المزايا السابقة فإن هذه الخدمة لا تزال تفتقد الكثير حسب قول أحمد للجزيرة نت، فتغطيتها لا تزال محدودة في العاصمة ومحيطها، وتوزيعها يتم عن طريق الأجهزة اللاسلكية لتعذر وجود شبكات أرضية مهيأة لاحتضان الكبلات التي تحمل الألياف الضوئية، علاوة على ارتفاع سعرها الذي يعود إلى وجود مصدر واحد كموزع للخدمة.
يشار إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الصومال يبلغ نحو 163 ألفا بنسبة 1.51% قياسا إلى عدد سكانه الذي يقدر بأكثر من عشرة ملايين نسمة، كما تبلغ نسبة الزيادة السنوية لعدد مستخدمي الإنترنت 12% وفق تقدير موقع “إنترنت لايف ستاتس” الإلكتروني، والاتحاد الدولي للاتصالات للعام 2014.
المصدر : الجزيرة
التدوينة الكبل الضوئي نقلة نوعية للإنترنت في الصومال ظهرت أولاً على شبكة الأخبار التقنية العربية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق